
في السادس من يونيو، تتغير ملامح كوريا الجنوبية.
كأن البلاد بأكملها تتنفس ببطء، وتُخفض صوتها، احترامًا لشيء أعمق من الكلمات: الذكرى.
هذا اليوم ليس احتفالًا، بل وقفة صامتة أمام الماضي،هو مخصص لتكريم أولئك الذين فقدوا أرواحهم في سبيل الوطن، سواء كانوا جنودًا أو مدنيين،الناس لا يذهبون إلى أعمالهم كالمعتاد، والمدارس تقف دقيقة صمت، والشوارع تهدأ بشكل غير مألوف،الأعلام تُنكّس، والقلوب تنكمش قليلًا وهي تسترجع أسماء وصورًا من زمن الحرب،ورغم مرور العقود، لا تزال هذه الذكرى تحمل ثقلها،الأسر التي فقدت أبناءها، والأجداد الذين عاشوا سنوات الانقسام والدمار، لا يزالون يحتفظون بها اليوم وكأنه جُرح لم يُغلق تمامًا.ليس من السهل نسيان من رحل، ولا من العدل تجاهل من ضحّى.

في كل مدينة، هناك نصب تذكارية، وزهور تُوضع بهدوء، ورسائل تُترك دون توقيع،ربما لا يعرف البعض أسماء من رحلوا، لكنهم يشعرون بفضلهم، ويحملون لهم تقديرًا لا يحتاج إلى معرفة شخصية، بعض الناس يزورون المقابر الوطنية، يقرأون الفاتحة، أو يقفون صامتين، لا يُطلَب منهم البكاء، لكن المشاعر تخرج وحدها، من عاش إحداثها بالتفصيل، الهدوء نفسه يكون مشترك بين الجميع، كأنهم جميعًا فقدوا نفس الشخص.

ويظل هذا اليوم درسًا مستمرًا: أن السلام الذي نعيشه اليوم ليس مجانيًّا، وأن هناك من دفع الثمن لنحيا نحن بأمان، يوم الذكرى لا يُذكّرنا بالحرب فقط، بل يُعيد إلينا الإحساس بالمسؤولية، والامتنان، والارتباط العميق بما مضى.
قد لا تُعيد الذكرى من فقدناهم، لكنها تحفظ مكانهم في القلب، وتؤكد أنهم لم يغيبوا أبدًا، لذلك يصمت الناس… لا لأنهم لا يجدون ما يقولونه، بل لأن الصمت أصدق أحيانًا من الكلام،هو ببساطة… يوم نُنصت فيه للتاريخ، لا لنحزن فقط، بل لنحترم.
كي ووردز:
يوم الذكري ،شهداء الحرب ،النصب التذكاري ،الحرب الكورية ،الوفاء ،تضحية ،جمهورية كوريا ،كوريا نت.
How about this article?
- Like0
- Support0
- Amazing0
- Sad0
- Curious0
- Insightful0