يعتبر شهر مايو أحد الأشهر المميزة في كوريا. ويعتبره الكوريون "شهر الأسرة" حيث تقام فيه العديد من المناسبات، مثل يوم الطفل، ويوم الوالدين، ويوم المعلم، بالإضافة إلى العديد من المناسبات الأخرى. بالنسبة لي، هذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل شهر مايو مميز، بل لأنه هذا الوقت من العام الذي نرحب فيه بالمراسلين الفخريين الجدد من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى الفريق. يعيد هذا ذكرياتي عندما تقدمت لأول مرة لأصبح مراسلة فخرية في مايو 2021.
لقد كان الوقت الذي كان العالم كله مغلقاً بسبب انتشار فايروس كورونا. كنت لا أزال طالبة في الصف الثاني الثانوي وأكافح من أجل اجتياز الاختبارات النهائية. لا أستطيع حقًا أن أقول إنني كنت كاتبةً عظيمة في ذلك الوقت، حيث كانت تلك هي خطواتي الأولى نحو عالم الإعلام (لمعلوماتكم: أنا الآن طالبة في كلية الإعلام). لكن ما كنت أعرفه هو أنه كان لدي شغف بالكتابة، وكان لدي شغف أكبر بالتصوير. لقد كتبت بعض المقالات في ذلك الوقت، ولكن بسبب قلة خبرتي لم يتم قبول أي مما كتبته. لن اكذب، لقد كان يحزنني ذلك بعض الشيء، لكنه لم يمنعني من التعلم.
في العام التالي، مايو 2022، تقدمت بطلب لأكون مراسلة فخرية مرة أخرى. في ذلك الوقت كنت طالبة قي السنة الأخيرة لي في المدرسة الثانوية. أولئك الذين درسوا في مصر يعرفون مدى صعوبة هذه السنة، لذلك لم أتمكن من فعل الكثير. لقد خرجت من هذا العام بتغطية فيديو واحدة فقط لجناح المركز الثقافي الكوري في مصر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022، لكنني أيضًا لم أتمكن من مشاركتها مع العالم نظرًا لضيق جدول دراستي.
في مايو 2023، أخيرًا أصبحت طالبة جامعية! ومع ذلك، فقد اخترت عدم التقدم لبرنامج المراسلين الفخريين مرة أخرى هذا العام نظرًا لأن فترة الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الجامعة كانت مرهقة بالنسبة لي. فكرت أيضًا في الحصول على هذه الاستراحة لأنني كنت بحاجة إلى بعض الوقت لتحسين مهاراتي في الكتابة حتى أتمكن أخيرًا من الحصول على ما يلزم لأصبح مراسلة محترفة. خلال هذه الفترة، تمكنت من دراسة بعض المواد التي تتمركز حول كتابة المقالات في جامعتي.
وأخيرًا، نحن في مايو 2024، وقد قررت إعادة التقديم مرة أخرى لأكون مراسلة فخرية. أستطيع أن أرى بوضوح فرقًا كبيرًا بين النظام في الماضي والآن. في الماضي، كان لكل مجموعة لغوية مجموعة منفصلة على فيسبوك إلى جانب مجموعة المراسلين الفخريين الرسميين على فيسبوك. لقد كان التواصل مع مراسلين آخرين من مجموعتي اللغوية أمرًا رائعًا في ذلك الوقت، سواء كانوا من نفس البلد الذي أعيش فيه أم لا. ومع ذلك، كنت أشعر بالعزلة قليلاً عن الأقسام الأخرى. كما أنني لم أكن أعرف سوى القليل عن منسقي الأقسام والمجموعات اللغوية الأخرى لأنني لم أكن أعرف سوى منسقة اللغة العربية لدينا، والذي كنت منبهرة بجهودها الضخمة في التعامل مع استفسارات عدد كبير من الأشخاص.
كان من الصعب بالنسبة لي التواصل مع المراسلين الآخرين على مستوى العالم. ولكن الآن أستطيع أن أرى الجهود المبذولة للجمع بين جميع اللغات. أنا راضية جدًا عن الطريقة التي يمكنني بها التعامل بسهولة مع المراسلين الآخرين والتواصل معهم على مستوى العالم. أنا متحمسة جدًا لما يحمله لي هذا العام كمراسلة فخرية، وآمل، بدعم من هذا المجتمع المحب، أن أتمكن أخيرًا من متابعة كتابة مقالات ناجحة ومشاركتها مع الجميع.
مع مرور السنين، كان برنامج المراسلين الفخريين يرافقني دائمًا خلال السنوات الماضية. في كل شهر مايو يمر، أكون في مكان مختلف تمامًا عما كنت عليه في العام السابق. أعلم أنه في سنواتي السابقة كمراسلة فخرية لم أخوض الكثير من التجارب بسبب ظروفي السابقة. ومع ذلك، أنا متأكدة من أن شهر مايو هذا سيكون بمثابة فصل جديد بالنسبة لي كمراسلة فخرية.
How about this article?
- Like0
- Support0
- Amazing1
- Sad0
- Curious0
- Insightful0