الصورة تظهر طلاب مركز 'مادان' أثناء حضور بعض الدورات والورش. (الصورة من حساب المركز على الإنستغرام)
يُعَد مركز 'مادان' الثقافي في الكويت مركزًا حيويًا لتعزيز الثقافة الكورية والتبادل الثقافي بين الكويت وكوريا. ومن خلال الورش والفعاليات التي ينظمها المركز، يُتيح لمحبي الثقافة الكورية استكشاف والاستمتاع بجوانب متعددة من ثقافة كوريا.
ولقد أُتيحت لي الفرصة للتواصل مع المديرة التنفيذية للمركز، الأستاذة 'يون هيون-تشو' لإجراء حوار عبر البريد الإلكتروني في ٥ مارس ٢٠٢٤. وفيما يلي تفاصيل حواري معها، الذي يتضمن معلومات أكثر عن المركز والأنشطة الذي يقدمها لمحبي الثقافة الكورية.
بدأت الأستاذة 'يون هيون-تشو' بتقديم نفسها قائلة "مرحبًا، أنا المدير التنفيذي لمركز 'مادان' للثقافة الكورية. لقد تخرجت من الجامعة الكورية للغات الأجنبية بتخصص اللغة العربية والصينية. وفي عام ٢٠١٤ أتيت إلى الكويت كطالبة بعثة من خلال منحة حكومة دولة الكويت وتعلمت اللغة العربية في جامعة الكويت. وفي مايو ٢٠٢٣، افتتحنا مركز 'مادان' كأول مركز للثقافة الكورية، وهو الوحيد من نوعه في الكويت".
وتابعت "في مركز 'مادان' نوفر فصولًا دراسية لتعلم اللغة الكورية وبالإضافة إلى ورشات تعلم فن الخط الكوري، والأعمال اليدوية باستخدام الورق الكوري. كما نقدم دروسًا لتعلم الطبخ الكوري، وفي كل هذه الورشات والدورات التي نقدمها نسعى لتعريف الناس على الثقافة الكورية من مختلف الجوانب".
على يمين الصورة تظهر المديرة التنفيذية الأستاذة 'يون هيون-تشو'، ويليها المعلمة 'كيم جايون'، ثم المعلمة 'آلاء القعود'. (الصورة من حساب المركز على الإنستغرام)
وعن معنى اسم المركز والهدف من إنشائه، أوضحت قائلة "مادان أو مادانغ باللغة الكورية تعني الفناء الخارجي، حيث في الفناء نقوم بمقابلة الناس ومشاركة الحديث معهم ونقوم بتناول الطعام اللذيذ وأيضا نقوم بأنشطة أخرى متعددة. أثناء إقامتي في الكويت اعتقدت أنه من المؤسف عدم تواجد مكان يجمع محبي الثقافة الكورية للتحدث مع بعضهم البعض ومشاركة آرائهم وقصصهم المتعلقة بكوريا، لذلك أردت أن أقدم لهم مكانًا مفتوحًا للجميع يتيح للناس التي لديها فضول عن كوريا وثقافتها بأن يجتمعوا ويتواصلوا مع بعضهم لمعرفة المزيد عنها.
فهدف مركز 'مادان' هو بالضبط مثل ما يدل عليه اسمه، وهو توفير المكان المناسب لتجمع الناس لقضاء أوقات ممتعة معًا ونشر الثقافة الكورية. وبالإضافة نطمح بأن يكون مركز مادان في المستقبل جسرًا ثقافيًا يصل بين الدولتين، الكويت وكوريا".
الصورة أثناء حضور فصول دراسة اللغة الكورية. (الصورة من حساب المركز على الإنستغرام)
وعند سؤالها عن الفعاليات التي تحظى برواج كبير وتجذب الزوار بشكل خاص، أجابت "أكثر الأنشطة التي تلقت اهتمامًا كبيرا من قبل رواد المركز هي فعاليات الطبخ الكوري. في هذه الفعاليات نقوم بالتعريف عن الطعام الكوري المتنوع، ونتيح للمشاركين تجربة طبخ وتذوق الطعام الكوري بأنفسهم. ومن خلال فعالية الطبخ الكوري أعددنا مختلف من الأطباق ابتداءً من الأطعمة الكورية المشهورة مثل الدّوكبوكّي (كعك الأرز بالصلصلة الحارة)، البيبيمباب مع اللحم (الأرز المخلوط بالخضار والصلصة) وغيرها، إلى أطعمة المناسبات الخاصة مثل السونغبيون (حلوى كورية مطبوخة على البخار)، كونغ قوكسو (معكرونة البقوليات)، الباكيمتشي (مخلل البصل الأخضر)، ثم الأطعمة الصحية وغير الحارة لتعريف الناس على الطعام الكوري الغني والمتنوع".
الصورة تظهر بعض الأطعمة الكورية التي تم إعدادها في المركز. (الصورة من حساب المركز على الإنستغرام)
وتابعت "بالإضافة إلى الأنشطة الخارجية مثل الكشتة كانت من الأنشطة التي جذبت عدد كبير من المشاركين. في الكويت هناك عادة في الربيع تسمى الكشتة وهي عبارة عن نزهة في الهواء الطلق مع العائلة والأصدقاء. وفي الربيع الماضي نظم مركز مادان 3 كشتات، مرة في البحر ومرة في الحديقة وأخرى في البر مع إشعال حطب التدفئة.
في الكشتات دمجنا روح الثقافة الكورية مع هذه العادة الكويتية ولعبنا الألعاب الكورية التقليدية مثل يوتنوري، بيسوك تشيقي، اوجيمي، ولعبة تفتحت أزهار الكركديه، الحيلة (الحجلة). فكانت من الأنشطة المميزة على طريقة مركز مادان حيث جمعت بين الثقافتين في مكان وآن واحد".
الصور لإحدى الكشتات التي تم تنظيمها من قبل المركز. (الصورة من حساب المركز على الإنستغرام)
وفيما يخص الدورات المتعلقة بدراسة اللغة الكورية، يتوفر في المركز دورات تعرف باسم 'إنجوي كوريا' بالإضافة إلى الدورات التقليدية لدراسة اللغة الكورية. وأوضحت الأستاذة 'يون هيون-تشو' بشكل أوسع حول هذه الدورات، وقالت "بالنسبة إلى الدروس في دورات 'إنجوي كوريا' هي تهدف لتعلم اللغة الكورية من خلال المسلسلات والأغاني الكورية. ويعتبر التعلم عن طريق 'إنجوي كوريا' ممتع ومرن أكثر من التعلم على الطريقة التقليدية باستخدام كتب تعلم اللغة. فمن خلال مشاهدة المسلسلات الكورية ستتعلم المصطلحات التي يستخدمها الكوريون في حياتهم اليومية وستكون أكثر واقعية من التعلم عن طريق الكتب. ومن الأغاني الكورية يمكنك تعلم بعض التعابير الشاعرية الجميلة من كلمات الأغاني وإثراء التحصيل اللغوي عن طريق تعلم المفردات الجديدة".
الصورة تظهر أعمال بعض الطلاب في فصل الدراما الكورية. (الصورة من حساب المركز على الإنستغرام)
وبالحديث عن أندية المركز، قالت "يضم مركز مادان أكثر من نادي اجتماعي عن كوريا، مثل نادي مشاركة الطعام الكوري 'نانووم'، ونادي كتابة وتزيين المذكرات اليومية 'داككو'، نادي الكتاب 'بووك مادان'، ونادي الرسم 'قم سون'، ونادي المسلسل الكوري 'دراميت'. وتعقد تجمعات النوادي مرتين في الشهر. بالنسبة لنادي الطعام الكوري يتم تحديد الموضوع في كل مرة ثم يقوم الأعضاء بالطهي وفقاً للموضوع المحدد وبعد ذلك يقومون بمشاركة الطعام في المركز مع بقية الأعضاء ومشاركة وصفاتهم الخاصة للأطباق الكورية ويشاركون شغفهم وحبهم للأكل الكوري.
أما بالنسبة لنادي تزيين المذكرات 'داككو'، فهو نادي يتيح لأعضاء النادي كتابة مذكرات باللغة الكورية عن الأيام التي يتذكرونها خلال الأسبوع، وتزيين المذكرات بالموضوعات المشتركة التي يعدها مشرف النادي، وممارسة الهوايات إلى جانب استخدام اللغة الكورية.
ونادي الكتاب 'بوك مادان'، هو نادي يقرأ فيه الأعضاء القصص الخيالية والروايات الكورية التي يختارها المشرف، ويتناقشون عن النقاط الأساسية التي طُرحت في الكتاب كما يتحدثون عن الاختلافات الثقافية بين كوريا والكويت، ويشاركون مشاعرهم التي شعروا بها أثناء وبعد قراءة الكتاب.
نادي الرسم هو نادي يقوم فيه الطلاب برسم اللوحات الشعبية الكورية التقليدية أو المناظر الطبيعية الكورية معًا بعد معرفة المعاني والرموز التي تدل عليها كل من تلك اللوحات. نادي 'دراميت' أو نادي الدراما، هو نادي حيث يشاهد الناس الدراما الكورية ويتناقشون حول مواضيع مختلفة معًا".
الصورة تظهر ثلاث ألعاب كورية، حيث يظهر على يمين الصورة لعبة 'يوت نوري' ويلها 'بيسوك تشيقي'، ثم لعبة ‘داكجي’. تمثل الألعاب الكورية التقليدية أحد الأنشطة أيضا الموجودة في المركز. (الصور من حساب المركز على الإنستغرام)
وعن انتشار الثقافة الكورية في الكويت، قالت "تأسست الديوانية الثقافية الكورية 'هانكوت' في عام ٢٠١٢ وتقوم بدورها بتنسيق مختلف الأنشطة الثقافية بالتعاون مع سفارة جمهورية كوريا الجنوبية في الكويت. ومع انتشار أعمال الدراما الكورية الناجحة والأغاني الكورية بالأخص الكيبوب في العالم، وصل هذا الانتشار بالتأكيد إلى الكويت أيضًا وبدأ يتزايد بالتدريج متماشيًا مع المعايير العالمية. ومع ذلك، بالمقارنة مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى مثل المملكة العربية السعودية والبحرين المجاورتين، لا تزال الكويت تفتقر إلى انتشار الموجة الكورية".
وأضافت "وباعتبار مركز 'مادان' الثقافي الكوري الوحيد في الكويت، سيسعى المركز إلى نشر الثقافة الكورية دون قيود في مجالات متعددة مثل اللغة الكورية والكيبوب والدراما والطعام الكوري والهانبوك والفن الكوري".
الصورة تظهر الطلاب مع المعلمات في يوم مادان، هذا اليوم هو أحد الفعاليات الرئيسية في المركز، ويمكن من خلاله استكشاف مجموعة متنوعة من الدروس المتوفرة في المركز مثل الكيدراما، والكيبوب، والخط الكوري وفي نهاية اليوم يمكن تجربة الطعام كوري. (الصورة من حساب المركز على الإنستغرام)
وختامًا، قالت"منذ افتتاح المركز في شهر مايو الماضي، سجل مع مادان أكثر من 500 طالب وتخرج 200 طالب. وبالإضافة إلى ذلك، حققنا إجمالي 2000 زائر من خلال أكثر من 30 فعالية كبيرة وصغيرة خلال العام الماضي. وسيواصل مركز 'مادان' بتحقيق ما يدل عليه اسمه من معنى، وعلى العمل الجاد لنشر الثقافة الكورية باعتباره المركز الوحيد للثقافة الكورية في الكويت".
كي ووردز
مركز مادان الثقافي، الطعام الكوري، كشتة، اللغة الكورية، إنجوي كوريا، الألعاب الكورية، الدراما الكورية، الكيبوب
How about this article?
- Like1
- Support1
- Amazing0
- Sad0
- Curious0
- Insightful0